في جزيرة سوقطرة اليمنية: افخر واغلي عسل في العالم
--------------------------------------------------------------------------------
باريس ـ اف ب: اكتشف مزارعان فرنسيان العسل الافخر والاغلي في العالم في جزيرة سوقطرة اليمنية في المحيط الهندي وهما يسعيان الي انقاذ هذا الانتاج المهدد بالنهب والضياع والذي يبلغ سعر الكيلو منه 180 دولارا.
والعسل السوقطري بري وهو يتمتع بشهرة واسعة في العالم العربي بأسره وتنسب اليه الكثير من (الفضائل) ليس اقلها استعادة الشباب والقدرات العلاجية الاخري خصوصا وان العسل ورد ذكره كعلاج في القرآن الكريم.
وقد طارت شهرة العسل السوقطري في انحاء العالم العربي وخصوصا في الخليج العربي حيث يمكن للمواطنين تحمل اسعاره الغالية.
وتشرح كاميليا سيرجان وهي فرنسية من اصل لبناني ليس هناك ما يسمي بتربية النحل هنا. السكان يتسلقون الجبال الصخرية الوعرة حفاة لقطف العسل البري مخاطرين في معظم الاحيان بحياتهم وهم يبيعون الكيلو بـ 15 يورو ليعاد بيعه بـ 150 يورو للمستهلك .
وقد اتت كاميليا (44 عاما) من ضواحي باريس مع زوجها تييري (46 عاما) وهي تقيم في سوقطرة منذ 2002 سعيا وراء هذا العسل الاسطوري الذي وصلت اخباره و(فضائله) اليهما.
وتعلق الزوجان بالعسل الذي يتميز بطعمه القوي ورائحته النفادة في هذه الجزيرة التي تبعد 350 كلم الي الجنوب من اليمن ويسكنها قرابة 80 الف نسمة.
وتتحدث كاميليا المتخصصة في العلوم النباتية بحماسة شديدة عن سوقطرة التي اذهلتها بتنوع نباتاتها التي تفوق 850 نوعا من اشجار العنبر الي التين البري الي العناب وانواع اخري كثيرة ونادرة منها شجيرات تحتاج الي قرون لكي تنمو وعلي ازهارها يتغذي النحل البري.
الا ان الثروة الاولي والاساسية للسكان في هذه الجزيرة الجرداء القاحلة هي قطعان الماعز بأنواعها المختلفة التي تأتي علي كل نبات وعلي جميع الازهار في الجزيرة وتهدد بتحويلها الي مساحات جرداء قد يختفي العسل البري فيها علي مر الايام. وقرر الزوجان العمل علي انقاذ الحياة البرية في الجزيرة وعلي مصدر الغذاء للنحل البري وراحا يعرضان علي الاهالي تعليمهم علي انتاج العسل كمصدر دخل لا يخجل اليمنيون من العمل فيه علي عكس بعض زراعات الخضار.
وقام الزوجان بمساعدة السفارة الفرنسية في صنعاء التي قدمت لهما 05 الف يورو بثلاث دورات في سوقطرة لتدريب السكان من البدو علي تربية النحل.
واستقدم الزوجان 200 قفير والبسة واقية ودربوا بضعة عشر رجلا علي استخدامها، وتمكنت كاميليا التي تتحدث العربية من اقناع الرجال ان يتركوا النساء يعملن في هذا الحقل.
ويأمل الزوجان بانتظار اول المواسم لعسل النحل الذي يتغذي علي الازهار البرية ان يحصلا علي المزيد من المساعدات المالية لتأسيس تعاونية تتولي تسويق افخر عسل في العالم.
وفي هذا الاطار يقول الزوجان ان سكان الجزيرة الذين عاشوا لخمسة عشر عاما في ظل نظام اشتراكي (1970 ـ 1986) يعرفون تماما ماذا تعني كلمة التعاونية وهم يدركون ان الامر يتعلق بتحسين حياتهم
منقول
السبت سبتمبر 08, 2007 9:13 pm